خاضعة ولكن : صحوة الجسد والخضوع
استيقظت تيا في الصباح بنشاط لم تعهده، كأنّ نفحات الليل قد ألقت بظلالها الساحرة على روحها. أمسكت هاتفها وكتبت رسالة سريعة إلى القاسم: “صباح الخير سيدي القاسم.”
ثمّ نهضت من الفراش، لتواجه انعكاسها في المرآة جسدها العاري، الذي كان بالأمس محض غطاء، أصبح الآن لوحة تحمل ذكرى الليلة الماضية .
تحسست منحنياته، مستعيدة همس المشاعر، ثمّ التقطت لنفسها صوراً عدة بوضعيات مثيرة، كأنّها توثّق ولادة جديدة لجرأتها.
بعد ذلك، اتجهت نحو الحمام، وخرجت منه لا تستر جسدها إلا بمنشفة ملتفّة حول جزءها السفلي. تلاقت عيناها بوالدتها التي بدت عليها الدهشة. كانت تيا، الخجولة دوماً حتى من والدها،
ترتدي ملابسها في الحمام بعيداً عن الأنظار. عادت تيا إلى غرفتها، متّخذة روتينها الصباحي في دهن جسدها بالمرطبات الفواحة ورشّ رذاذ العطر.
قاطع روتينها الهادئ صوت رسالة من القاسم: “صباح الخير صغيرتي، ماذا تفعلين؟” أجابت تيا بسرعة: “أنهيت حمامي للتو.” لم يلبث الهاتف أن رنّ، معلناً عن اتصال منه:
“صباح الخير صغيرتي.”
ردّت تيا بصوتها الرقيق الذي حمل نبرة طاعة محببة: “صباحك سيدي.” سألها: “ماذا تفعلين صغيرتي؟” أجابت بأنها تضع كريم مرطب على جسدها. جاء صوته آمراً،
ولكن بحنان: “حسنًا، افتحي المكبر، واهتمي بجسدك المثير يا فاتنتي.” سألته تيا : “ماذا تفعل أنت؟
” أجابها بابتسامة : “لا زلت في السرير، استيقظت للتو، وأحببت أن أبدأ يومي بصوتك خاضعتي.”
ابتسمت تيا في صمت، ثم قالت: “شكرًا لك.” ردّ عليها ببساطة: “على ماذا صغيرتي، هذا واجبي.”
أخبرته تيا بأنها انتهت من وضع الكريم، فجاء رده سريعاً: “إذاً سأختار لكِ ما سترتدين.” قالت له: “كما تريد.”
طلب منها فتح مكالمة فيديو ليشاهد ملابسها، ترددت تيا في البداية، ثم وافقت على مضض، ولكن دقيقة واحدة فقط.
سألها القاسم بمرح: “لماذا؟ هل أنتِ فوضوية؟” أجابت بابتسامة خجولة: “لا، ولكن أريد أن أفعل شيئًا.” استفسر منها بفضول: “ما هو صغيرتي؟” أجابته تيا: “أريد أن ألتقط صورة لي.
” وافق القاسم، فالتقطت تيا لنفسها عدة صور بوضعيات مختلفة، ثم أجرت مكالمة الفيديو معه.
فتحت الكاميرا لتوجّهها نحو خزانة ملابسها، حيث اختار لها القاسم طقماً رسمياً بلون زهري فاتح. لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، فقد طلب منها أن ترتدي اللانجري الذي اشترته البارحة،
وأصرّ على أن تكمل إطلالتها بجوارب شبكية. “كما تريد”، قالت تيا وهي تغلق الخط.
ارتدت ملابسها ، ثم أرسلت له رسالة قصيرة: “لقد انتهيت.” ردّ القاسم بتذكير جازم: “نفذي التعليمات صغيرتي.” تذكرت تيا أوامره، فأرسلت له صورتها.

أعجب القاسم بمنظرها كثيراً، لكنه لاحظ بروز صدرها، فطلب منها أن تضع شالاً حول رقبتها. حاولت تيا أن تجادله قائلة: “سأرتدي معطفاً فوقه، فالجو بارد.”
جاء رده قاطعاً: “صغيرتي، نفذي التعليمات بلا نقاش، ستخلعين معطفك في الشركة، وسيشاهدك العديد من الرجال والنساء.”
استسلمت تيا وقالت: “كما تريد.” لكن القاسم لم يرضَ بهذا الرد: “لا، ليس هكذا الجواب.” فأجابت بنبرة خاضعة مفعمة بالعشق: “أمرك سيدي القاسم.”
ضحك القاسم بمرح وقال: “هيا صغيرتي، تناولي فطورك ولا تتأخري.” أجابته تيا: “أمرك سيدي وأنت تناول فطورك.” لكن القاسم كان له رأي آخر: “لا أحب أن آكل في الصباح.
” توسلت تيا بلطف: “من أجلي فقط، شيء خفيف.” وافق القاسم قائلاً: “حسنًا يا أميرتي، ولكن بشرط أن نتناوله معاً.
” أجابته تيا بحماس: “أجل.” عندها قال لها: “ربع ساعة وأكون عند منزلك، لا تخرجي قبل أن أتصل بك.”
“أمرك سيدي،” قالت تيا، ليختبرها القاسم بجدية: “صغيرتي هل تثقين بي؟” أجابته بسرعة وثقة مذهلة: “جداً جداً، مع أنني لا أثق بالناس بسرعة.” قال لها: “ستثبتين ثقتك عندما نلتقي.
” سألته بفضول: “كيف؟” ردّ عليها وهو يرتدي ملابسه: “لا تكثري من الأسئلة صغيرتي.” خاطبته باسمه: “قاسم.” أجاب: “نعم صغيرتي.”
سألته: “هل لي أن أختار لك ملابسك؟” قال لها: “صغيرتي، لقد ارتديت ملابس ونحن نتكلم، غداً أنتِ من ستختار لي.” “حسناً،” قالت تيا، “وماذا ارتديت؟”
أجاب: “بدلة سوداء مع قميص أبيض.” قالت: “جميل جداً.”
أخبرته تيا أنها ستجلس مع والدتها قليلاً حتى يصل، فأمرها بألا تتناول القهوة. أجابته بطاعة: “حسناً سيدي، كما تريد.” قبلها القاسم عبر الهاتف وقال وداعاً.
أغلقت تيا الخط وخرجت لتجلس مع والدتها. سألتها والدتها بقلق: “تيا، هل يوجد شيء ما؟ أشعر أنكِ تتصرفين بغرابة.” ابتسمت تيا وحاولت تهدئتها: “أمي، لا يوجد شيء، لا تقلقي.
لا أظن أنني أتصرف بغرابة، فقط أمنح نفسي القليل من الوقت للاهتمام بها، وأنتِ لم تعتادي على ذلك مني.” سكبت والدتها القهوة لها كالعادة، لكن تيا رفضت: “لا أريد.”
قالت والدتها بتعجب: “وهل امتناعك عن القهوة من ضمن الاعتناء بنفسكِ؟” ابتسمت تيا وقالت: “أجل أمي.”
في تلك اللحظة بالذات، رنّ هاتف تيا. كان اتصالاً من القاسم. أجابت عليه بثقة أمام والدتها، وقالت: “حسناً يا حبيبتي أنا قادمة.” قالت والدتها: “سأذهب أنا، صديقتي تنتظرني.
” ودعت تيا والدتها وخرجت. ظل القاسم على الخط، وعندما أصبحت خارج المنزل، همست له تيا باعتذار: “أعتذر سيدي، أمي كانت بجانبي.” طمأنها: “لا بأس صغيرتي، توقعت ذلك.
أنتظركِ بعد منزلكم بعدة أمتار عند الحديقة.” قالت تيا: “حسناً،” وأغلقت الخط.
تقدمت تيا عدة أمتار، تشعر بسعادة غامرة وطاقة إيجابية تملأ كيانها. وجدت سيارته تنتظرها، والقاسم واقفاً بجانبها، بطلعته الوسيمة التي تأسر الألباب.
فتح لها الباب بابتسامة، ثم جلس في مقعده، واقترب منها ليقبل يدها بنعومة، هامساً: “صباح الخير صغيرتي.” ردّت تيا: “صباح الخير.” ثمّ قبل شفتيها برقة، فاحمرّ وجهها خجلاً.
انطلق القاسم بسيارته باتجاه مقهى يطل على البحر جلسا، وخلع كل منهما معطفه، ليقول لها القاسم بنبرة خفيّة: “علمتِ ما فائدة الشال؟” ابتسمت له تيا بخجل وقالت: “أجل سيدي.
” تناولا فطورهما في جوّ من الملاطفة والمداعبة، بينما يراقب القاسم تأثير كلماته على تيا. بعد الانتهاء، انطلق بسيارته باتجاه الشركة التي تعمل بها.
وقبل أن تنزل تيا، أزال الشال الملفوف حول رقبتها كربطة عنق، ألقى القاسم نظراته المتفحصة على صدر تيا، وقال : “تخيلي لو شاهد أحد أملاكي.” فتبتسم تيا بخجل، ليقبل عنقها برقة،
مرسلاً قشعريرة في جسدها.
ثم يقول: “أعيدي الشال يا صغيرتي. متى ينتهي عملك؟” تجيبه تيا: “عند الساعة الثالثة.”
يقول القاسم: “حسنًا، الساعة الثالثة تمامًا سأكون هنا.” يقبلها برقة، وينتظرها حتى تدخل الشركة، ثم ينطلق إلى شركته بسرعة، حيث ينتظره اجتماع مهم.
بعد ساعتين من وصوله، ينهي اجتماعه، ويرسل رسالة إلى تيا: “ماذا تفعلين صغيرتي؟” تجيبه تيا بسرعة: “في المكتب، أنهي بعض الأعمال.” فيرسل لها:
“هل بإمكانكِ أن تخرجي قبل الساعة الثالثة؟” تجيبه: “كما تريد.”
يتصل بها القاسم على الفور، ويقول: “صغيرتي، ليس كما أريد، بإمكانكِ أو لا؟ نجاحكِ يهمني قبل أي شيء.” تجيبه تيا: “نعم أستطيع، فقط نصف ساعة، أنهي هذا الملف،
والباقي أكمله غدًا.” يقول القاسم: “خذي وقتكِ ولا تتسرعي، الساعة الثانية عشرة سأكون بانتظارك يا صغيرتي.” تجيبه: “حسنًا سيدي، كما تريد.”
في هذه الأثناء، يسمع صوت شاب يقول لتيا: “آنسة تيا، هل يمكنني أن أتحدث معكِ في موضوع خاص؟” فتسمع صوت القاسم يقول بأمر: “إياكِ أن تغلقي الخط.”
فتقول تيا، والهاتف بيدها بعد أن تفتح المكبر: “تفضل سيد عمار.”
في هذا الوقت، يسمع القاسم عمار يقول لتيا، وبنبرة لا تخلو من الجرأة: “آنسة تيا، بصراحة أنا معجب بكِ منذ فترة، وأتمنى أن أتقدم لخطبتك ليشعر بالغضب فالمتكلم هو …..


